أجلس مع صديقي في أحد المقاهي الراقية التي اعتدنا تدخين السيجار والبايب وألوان التبغ الأخرى فيها، أخرجت ليتل سيجار وشرعت في اشعاله وقبل أن انتهي من اخراج سحابة الدخان من جوفي وجدت فتاة مراهقة تنظر لي نظرة مليئة بالرعب ما لبثت أن تحولت إلي نظرة استهجان غريبة، وجدتها فجأة تقترب منا وقد لاحظ صديقي ذلك أيضا وتبادلنا نظرة لا تحمل إلا الاستغراب مما يحدث، وقفت الفتاة أمامنا مباشرة وأشارت لي بأصبعها وعلت بصوتها الرفيع قائلة: الحشاش ده بيشرب سيجارة بني هنا. لم أملك إلا أن أقابل بلاهتها بإبتسامة بلهاء مني ونظرت إلى صديقي فوجدته محافظا على هدوءه تاركا لي متعة خوض تلك المعركة الصغيرة. يبدو أن ابتسامتي استفزتها كثيرا فقد أحمر وجهها وهي تنظر يمينا ويسارا إلي الموجودين حولنا وأخذت تصيح بهم: كيف لمكان محترم مثل هذا أن تحدث فيه مثل هذه الفوضي، لماذا لا يفعل أحدكم شيئا؟. لبيت أمرها ومحوت ابتسامتي البلهاء ونظرت مباشرة في عينيها وبكل تركيز سحبت من سيجاري الصغير نفس عميق وأطلقت الدخان في وجهها، أغلقت عينيها وأشاحت بوجهها يمينا ويسارا وهي تسعل سعالا شديدا ولما انتهت من سعالها ونظرت لي قلت لها في نبرة ملؤها الهدوء والوقار: مبروك، بقيتي حشاشة زيي. وفي نفس اللحظة فقدت وعيها وتكومت على الأرض فأصفقت كفي عاليا بكف صديقي متبادلين ابتسامات الانتصار وبعض القهقهات وعدنا إلى اللاشيء الذي كنا فيه.
What i feel, what i read, what touches me, what annoys me, what worries me, what confuses me, what leaves me helpless without answers!
Thursday, 5 December 2013
Subscribe to:
Comments (Atom)
My favorite Webs
About Me
- I Succeed
- U can know me better from my blogs. نعم سوف يجيء يوم, نجلس فيه, لنقص و نروي, ماذا فعل كل منا في موقعه, و كيف حمل كل منا أمانته, و أدى دوره, كيف خرج الأبطال من هذا الشعب و هذه الأمه, في فترة حالكه, ساد فيها الظلام, ليحملوا مشاعل النور, و ليضيئوا الطريق, حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر, ما بين اليئس و الرجاء