أجلس مع صديقي في أحد المقاهي الراقية التي اعتدنا تدخين السيجار والبايب وألوان التبغ الأخرى فيها، أخرجت ليتل سيجار وشرعت في اشعاله وقبل أن انتهي من اخراج سحابة الدخان من جوفي وجدت فتاة مراهقة تنظر لي نظرة مليئة بالرعب ما لبثت أن تحولت إلي نظرة استهجان غريبة، وجدتها فجأة تقترب منا وقد لاحظ صديقي ذلك أيضا وتبادلنا نظرة لا تحمل إلا الاستغراب مما يحدث، وقفت الفتاة أمامنا مباشرة وأشارت لي بأصبعها وعلت بصوتها الرفيع قائلة: الحشاش ده بيشرب سيجارة بني هنا. لم أملك إلا أن أقابل بلاهتها بإبتسامة بلهاء مني ونظرت إلى صديقي فوجدته محافظا على هدوءه تاركا لي متعة خوض تلك المعركة الصغيرة. يبدو أن ابتسامتي استفزتها كثيرا فقد أحمر وجهها وهي تنظر يمينا ويسارا إلي الموجودين حولنا وأخذت تصيح بهم: كيف لمكان محترم مثل هذا أن تحدث فيه مثل هذه الفوضي، لماذا لا يفعل أحدكم شيئا؟. لبيت أمرها ومحوت ابتسامتي البلهاء ونظرت مباشرة في عينيها وبكل تركيز سحبت من سيجاري الصغير نفس عميق وأطلقت الدخان في وجهها، أغلقت عينيها وأشاحت بوجهها يمينا ويسارا وهي تسعل سعالا شديدا ولما انتهت من سعالها ونظرت لي قلت لها في نبرة ملؤها الهدوء والوقار: مبروك، بقيتي حشاشة زيي. وفي نفس اللحظة فقدت وعيها وتكومت على الأرض فأصفقت كفي عاليا بكف صديقي متبادلين ابتسامات الانتصار وبعض القهقهات وعدنا إلى اللاشيء الذي كنا فيه.
What i feel, what i read, what touches me, what annoys me, what worries me, what confuses me, what leaves me helpless without answers!
Thursday, 5 December 2013
Tuesday, 19 November 2013
Monday, 18 November 2013
-نفسك في ايه؟
-نفسي في موتوسيكل، بحب قوي أركب موتوسيكل والهوا يخبط في وشي، بيبقى مرسوم على وشي كمية بلاهة وسعادة غير طبيعية.
-خلاص أنا هجيبلك موتوسيكل. وأحسن موتوسيكل كمان.
-ازاي يعني وبمناسبة ايه.
-عادي هشتريه والمناسبة اني عايزة افرحك.
-بس أنا هبقى فرحان فعلا لما أكون أنا اللي جبت الموتوسيكل بنفسي ولنفسي وأكون تعبت عشان ألم فلوسه حتي لو كان موتوسيكل كحيان.
-بس أنا متأكدة انك هتفرح، أو علي الأقل عندي أمل في كده.
-أظن ان أنت اللي عايزة تفرحي.
-قصدك ايه؟
قصدي أني مقعدتش أعاني ربع قرن عشان أطلع من بيت بابا وماما وأدخل بيتك.
-يا ريت توضح.
-بصي يا حبيبتي، المشكلة في الغريزة، احنا الرجالة عندنا غريزة جنس وبس، انتم عندكم بردو غريزة جنس ومعاه غريزة الأمومة، وزيها زي أي غريزة لازم تشبعيها، والغريزتين موجودين بدرجات متفاوتة وغالبا واحدة مسيطرة عالتانيةبس في الآخر اللي اتنين موجودين. أنت انسانة حرة ومبتحبيش تربطي نفسك بحاجة لبقية عمرك فزي ما بتشبعي غريزتك الجنسية بعلاقات قصيرة عايزة أمومة قصيرة تطلعي فيها عواطفك الجياشة وحسيتي أن حظك حلو وتقدري تطلعي في الاتنين مع بعض. بتفكريني بماما كان منتهى سعادتها اني أطلب منها أكل، كانت حاجة تفرحها جدا، أكتر من أني آكل، ولما بطلت أطلب منها أكل بقت تعاني من حالة نقص مش طبيعية، وبتجيبلي كميات أكل مهولة عشان تعوض حالة النقص دي، لدرجة اني آخر ما زهقت وغلبت معاها رميتلها الأكل في الزبالة، عشان بس تعرف اني فعلا مش عايز وانه لا دلع ولا حاجة. الموضوع مشابه جدا على فكرة، انت عايزة الأمومة القصيرة دي عشان تفرحي نفسك وتحسي بكمال أنوثتك، والمحزن في الموضوع أن حتي لو جبتيلي الموتوسيكل ومفرحتش أنا بيه هتفرحي بردو وهتحاولي تعديني بفرحتك دي وأنا مطلعش ديني عشان ابعد عن أهلي عشان في الآخر أقع بين ايديكي انت.
-انت بني آدم غبي.
-أيوه كده رجعينا لكلام الجنس تاني.
Saturday, 9 November 2013
ضعي قطعة الشوكولا في فمي، ودعيها تذوب، افتحي لي أبوابا من المتعة لا تراها إلا عينيك، غني لي قليلا، واملأي هواء حجرتي بدندناتك الرقيقة، طيري بي في عالم جديد، كلميني عن نفسك وأنت تعبثي بشعر رأسي، اجعليني ذاك المحب الأشعث، فلست بوسيم إلا بك، ضعي اهتمامك في، ثم زيديه قليلا، حتى أضجر، فاعتزل الحياة، وأهجر الكون، وأصير لك، فالضجر معك يا حبيبتي.. ألوان.
Thursday, 7 November 2013
جلسوا في مقابلة بعضهم البعض، يغلف الإحساس بالذنب نظرات بعضهم، والبعض الآخر يلقي بنظرات مليئة بالعتاب والإتهامات وهم لا يدرون أن نظراتهم تلك نابعة فقط من شعورهم بالذنب أيضا، جلس المذنبون يتلقون النظرات ويطلقونها بلا كلمات، فكلمة واحدة قد تكشف عن عفن متراكم، وفي أي حال لن تنفع أي من الكلمات، فأي كلمات تواسي من رأوا الحياة تنطفئ رويدا رويدا ولم يهبوا لنجدتها، قتلت نفسها في لحظة عابرة كأي من اللحظات، وربما كانت تعرف أن عزاؤها لن يكون إلا نظرات.
Tuesday, 17 September 2013
"يا عزيزي نهايتك اقتربت."
قالها طبيبي وعلى وجهه ابتسامة لو رآها غيري لاتهم الطبيب بالبرود وعدم المهنية ولكني أعرف طبيبي جيدا ونكاد نكون أصدقاء ولذلك أعلم أنها ابتسامة صديق يودع صديقه في آخر محطة من محطات العالم وعلى كل حال فأنا أقدر صراحته بشده.
"عليك أن تتخذ أمنية أخيرة واعمل على تحقيقها ولنجعلها نهاية سعيدة."
اختتم طبيبي كلماته بابتسامة قاربت زوايا فمه من أذنيه وأطلقتني أتجول في ذاكرتي بحثا عن تلك الأمنية فأمانينا غالبا تأتي من الماضي، تأتي من أشياء أسعدتنا أو أشياء لم يسعنا الوقت أو المال الحصول عليه، كم هي بائسه تلك الحياة. وصلت في ذاكرتي إلي ركن النور، إنه البحر، نعم، عندما كنت شابا تخيلت نهايتي في البحر، ليس حادث مركب ولكن أذهب إلى البحر وأسبح وأسبح حتى لا أرى شطئان حولي وأتخيل نفسي وقد تملكني التعب وأسلم نفسي للبحر عَلِّى أنام ويبتلعني البحر بلا أثر باق.
"أريد أن أرى البحر."
كان هذا هو المقدار الذي أستطيع مشاركته صديقي الطبيب فحتى أعز الأصدقاء لا نستطيع دائما أن نبوح لهم بكل شيء.
"فكرة رائعة."
كان يكفي أن أبدي رغبتي تلك لأجد نفسي أمام أجمل شاطيء في بلادي. فأنا لم أشقى طوال حياتي من أجل أن أحمل هم تدبيرات سفر مثل تلك فبعد سنين عملى أصبح لدي من يحمل تلك الهموم عني.
أصرت أن تأتي معي لترافقني في رحلتي تلك. ترفض دائما أن تقول أنها ترعاني وتستخدم لفظ ترافقني، كم هي لطيفة وهي تنسيني ضعفي وتغذي أنانيتي بأني قد أكون رفيقها. حاولت أن أتملص من رفقتها فلم أكن أريدها أن تشاهد نهايتي الغريبة تلك ولكن إصرارها كان لا مزعزع له وأسعدني قدومها.
كان الصباح رائعا، سماؤه صافية، رياحه قليله جعلت البحر يبدو مثل بساط أزرق بديع. فكرت كم أنا محظوظ لتكون نهايتي في هذا الوقت الممتاز وكأن كل شيء كان تم إعداده مسبقا وبعناية فائقة فليس دائما يتوافق التوقيت مع مشاريعنا وأحلامنا وكثيرا ما يدمرها.
"هل لك في القليل من السباحة؟" سألتني.
"بالطبع، وإلا فلما أتيت."
"إذن هي بنا."
كانت تحافظ على مسافة معقولة بيننا لتعطيني حريتي لتدعني أنغمس في تجربتي تلك. مشيت قليلا في المياه الدافئة ، ولما وصل الماء إلى فوق وسطي بقليل حاولت أن أطفو ولكني لم أستطع كان الهزال مستهلكا جسدي ولم يترك ما يكفي من النسيج الدهني لأطفو. لا طفو إذن لا سباحة. وهكذا دُمِّرت خطتي الأبدية في وضعي لمستي النهائية على وجودي.
رأتني مطرق الرأس في وسط المياه أداعب صفحة المياة بيداي.
"ما بك؟" تسألني وهي أعلم.
"لا أقدر على الطفو."
"يا لها من معضلة." قالتها وفي عينيها بريق أعرفه جيدا. "همممم، ماذا نحن فاعلون إذا."
لحظتها علمت أن لديها حل مشكلتي ولكنها أرادتني أن أجد الحل بنفسي. بحثت في عينيها عن الحل حتي وجدته ولكني حافظت على رباطة جأشي وأنا اقترح الحل مدعيا عدم معرفتي بمكرها الذيذ.
"لو كان معنا عوامة ربما أو شيئا من هذا القبيل."
"فكرة رائعة." قالت وقد علت نبرة صوتها وأشبكت أصابعها ببعضها كأنني وجدت حلا عبقريا. وقالت بعد أن نظرت في عيناي وقد أسدلت جفنيها قليلا في نظرة ملأها قليل من الفخر.
"أنا عملت حسابي. انتظر دقيقة."
ووثبت راكضة من المياه تجاه حاجياتنا على الشاطئ وعادت إلي وفي يديها ما فطنت أنه كتافات. دائما ما تعني بأدق التفاصيل وأوقات أظنها ترى المستقبل.
ظلت تنفخ الهواء فيها حتى امتلأ نصفها ومددت يديها وبينها الكتافات داعية اياي لأن أضع ذراعي داخلها.
"أريد أن أضعهما حول فخذاي. لم أجرب ذلك قط فهما لم يكونا هزيلان هكذا أبدا."
هزت رأسها موافقة وأسندت ذراعي حول عنقها وهي تضع لي الكتافات ولما انتهت أشارت لي بأن انطلق.
أطلقت عنقها حرا ومع أول محاولة لضرب المياه وجدت الكتافات تطفو بفخذاي ونصفي العلوي بدأ في الغرق. التقطني سريعا ولما عاد إلي إدراكي بعد لحطة الفزع تلك وجدتها تضحك من جوف قلبها إلي أعالي السماء.
طوقت عنقها باسما وقد بدأت تخلع الكتافات وتضعهم في ذراعاي. بعد أن انتهت نظرت لي مشجعة اياي على الانطلاق وفي عينيها ثقة بنجاحي. لما ابتعدت عنها طافت الكتافات ومعها ذراعاي ولكن أكتافي لم تقوى على حملي، لم أستطع أن أضم ذراعتي إلى جانب صدري حتي تطفو رأسي وأعلي صدري وإذا بي أغرق ببطئ عن المرة الأولى وبلا أي فزع أو حرج أو حتى ضحك كان فقط الشعور بنفاذ الحيلة.
"لا يهم كل ذلك، ستطفو." قالتها وفي صوتها يقين فَقَدْتُه من زمن بعيد وخلعت عن ذراعاي الكتافات وألقتهم بعيدا تجاه الشاطئ.
حملتني كما يحمل العريس عروسه وقالت لى أن أطلق نفسي للماء وأسترخي تماما وكانت كأنها تعلمني السباحة من أول وجديد. اتبعت كلماتها واستلقيت على ظهري في الماء وذراعاها تحت كتفي وتحت ركبتاي تمنعاني من اكمال الرحلة إلى قاع البحر.
أغمضت عيناي وظللت هكذا بعضا من الوقت تذكرت فيه لحظات استلقائي على سطح الماء وكم كانت تنسيني جميع همومي.
فتحت عيناي على ابتسامتها الصافية وتعجبت. ما الذي يجعلها سعيدة هكذا؟ لو كنت مكانها غالبا لم أكن لاشعر بثُمن سعادتها تلك. كانت سعادتها تبدو وكأنها نابعة من سعادتي. تلك الصفة التي لا تجدها إلا في الفتيات والنساء. غريزة الأم تلك التي طالما كرهتها في صديقاتي، لم أكن أطيق اهتمامهن الزائد بي وباحتياجاتي ومأكلي وملبسي وبأدق تفاصيل حياتي. ها أنا الآن في عرض تلك العاطفة والتي من دونها لما تحققت آخر أمانيّ أو ربما تحققت ولكنها قطعا لما كنت استمتعت بها هكذا.
رددت على ابتسامتها بابتسامة ضعيفة فعدلت من وضعي وأجلستني على ساقها وذراعي تحوط عنقها أعلم أنها سألتني في نفسها إذا كنت سعيدا فرددت على سؤالها بابتسامة تؤكد على شعوري.
جلسنا هكذا قليلا وإذا بها تدندن نغمات أغنية ربما كانت لوردة ووسط اندماجها في دندناتها وانطلاق بصرها الشارد عبر الأفق أخذت ترفع ساقها قليلا ثم تهبطها ويين صعود ساقها وهبوطها كنت أطفو ووقتها فقط علمت أني كنت على الدوام مخطئا وأن هكذا فقط تكون النهاية السعيدة.
My favorite Webs
About Me
- I Succeed
- U can know me better from my blogs. نعم سوف يجيء يوم, نجلس فيه, لنقص و نروي, ماذا فعل كل منا في موقعه, و كيف حمل كل منا أمانته, و أدى دوره, كيف خرج الأبطال من هذا الشعب و هذه الأمه, في فترة حالكه, ساد فيها الظلام, ليحملوا مشاعل النور, و ليضيئوا الطريق, حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر, ما بين اليئس و الرجاء