سائرا في الطريق كعادتي, أسير و في سيري ألقي بكل همومي و أحزاني على جانبي الطريق. أسير مستقبلا يوما جديدا و أملا جديد. أتلفت حولي كثيرا باحثا عن ذلك الشيء الضائع مني; أبحث عن الحب. في حياتي مررت بتجارب قليلة ظننت فيها أن ما وجدته هو الحب و لكنه لم يكن كذلك أو ربما كان هو الحب و لكنه لم يكن مقدرا لي و كان مقدرا لغيري. كل هذا لا يهم. يجب ألا أفقد الأمل. يجب أن أبحث دائما و سوف أجده. كلماتي توحي بأني شديد التفاؤل و لكن يجب على أن أعترف أن حالي ليست كذلك دائما, ففي كثير من الأحيان أكفر تماما بذلك الحب بل و في بعض الأوقات أصير ملحدا لذلك الشعور مؤمنا بعدم وجوده و أنه مجرد خرافة اخترعها البشر في عالم لا يسكنه الا الخداع و الخيانة و الشر, و لكن أهم شيء هو ألا أستسلم تماما لتلك المشاعر الهدامة و أن أستجمع قواي لأبدأ من جديد رحلتي المقدسة. أثناء سيري توقفت و قد استقر نظري عن يميني. في تلك اللحظة, كل شيء بالنسبة لي قد توقف, العالم كله متوقف. أحاول أن أبقى هادئا. لا يجب أن تسيطر علي مشاعري المتدفقة. لا أريد أن ألفت انتباه المارة من حولي الى موضع اهتمامي و لو أن بعضهم استاؤوا من توقفي المفاجئ على جانب الطريق بلا سبب واضح لهم. المشاعر في داخلي تتوالد و تكثر و الأسئلة تتزايد في عقلي; هل هذا حقيقي؟ أمن الممكن أن أجد الحب هنا بالذات؟ في هذا المكان؟ و في هذه اللحظة؟ أمن المعقول أن آلاف البشر مروا من تلك البقعة و لم ينتبهوا اليه؟ و ان كنت أنا الوحيد الذي قدر له أن يعثر عليه, أيكون مقدرا لي أن أحتفظ به الى أن أكتفي منه؟ ان كان الاكتفاء منه ممكنا أصلا. أطرد كل الأسئلة من رأسي فقد انتهى وقت التفكير و حان وقت العمل. يجب أن أعرف الحقيقة لأضع حدا لتناحر المشاعر داخل صدري. أكاد أكون متيقنا أنني سوف أجد الحب في الثواني الثلاث القادمة. أنحني الى جانب الطريق و دقات قلبي تتزايد, أمد يدي نحو ما استئثر باهتمامي; الى صخرة ملقاة باهمال على جانب الطريق, أرفع الصخرة و لكني لا أري حبا, كل ما أراه هو دودة تتحرك في كسل غير عابئة بي و لا بتصرفي الأخرق. محاولة أخرى فاشلة في البحث عن الحب. لم أجده تحت الصخرة التي كنت متأكدا أنني سأجده تحتها. أكاد أكمل طريقي و لكن استوقفتني خاطرة, ربما كان الحب تحت الصخرة و لكنني لا أعرف شكله فلذلك لم أتعرف عليه, ربما كان الحب في الدودة نفسها, أنحني و ألتقط الدودة وسط نظرات اشمئزاز المارة من الفتيات و نظرات الرجال التي لا تدل الا عن يقينهم بجنوني. أرفع الدودة الى مستوى عيني و أتفحصها جيدا, أحاول أن أرى فيها أي علامة للحب, تتلوى الدودة و أدعها تنزلق من بين أصابعي لتعود الى أرضها لتكمل طريقها و أكمل أنا طريقي في أرض كثر فيها الشر و قل الخير و في قلبي ما زال الأمل موجود.
What i feel, what i read, what touches me, what annoys me, what worries me, what confuses me, what leaves me helpless without answers!
Friday, 25 May 2012
يا قلبي كفاية أمل
سائرا في الطريق كعادتي, أسير و في سيري ألقي بكل همومي و أحزاني على جانبي الطريق. أسير مستقبلا يوما جديدا و أملا جديد. أتلفت حولي كثيرا باحثا عن ذلك الشيء الضائع مني; أبحث عن الحب. في حياتي مررت بتجارب قليلة ظننت فيها أن ما وجدته هو الحب و لكنه لم يكن كذلك أو ربما كان هو الحب و لكنه لم يكن مقدرا لي و كان مقدرا لغيري. كل هذا لا يهم. يجب ألا أفقد الأمل. يجب أن أبحث دائما و سوف أجده. كلماتي توحي بأني شديد التفاؤل و لكن يجب على أن أعترف أن حالي ليست كذلك دائما, ففي كثير من الأحيان أكفر تماما بذلك الحب بل و في بعض الأوقات أصير ملحدا لذلك الشعور مؤمنا بعدم وجوده و أنه مجرد خرافة اخترعها البشر في عالم لا يسكنه الا الخداع و الخيانة و الشر, و لكن أهم شيء هو ألا أستسلم تماما لتلك المشاعر الهدامة و أن أستجمع قواي لأبدأ من جديد رحلتي المقدسة. أثناء سيري توقفت و قد استقر نظري عن يميني. في تلك اللحظة, كل شيء بالنسبة لي قد توقف, العالم كله متوقف. أحاول أن أبقى هادئا. لا يجب أن تسيطر علي مشاعري المتدفقة. لا أريد أن ألفت انتباه المارة من حولي الى موضع اهتمامي و لو أن بعضهم استاؤوا من توقفي المفاجئ على جانب الطريق بلا سبب واضح لهم. المشاعر في داخلي تتوالد و تكثر و الأسئلة تتزايد في عقلي; هل هذا حقيقي؟ أمن الممكن أن أجد الحب هنا بالذات؟ في هذا المكان؟ و في هذه اللحظة؟ أمن المعقول أن آلاف البشر مروا من تلك البقعة و لم ينتبهوا اليه؟ و ان كنت أنا الوحيد الذي قدر له أن يعثر عليه, أيكون مقدرا لي أن أحتفظ به الى أن أكتفي منه؟ ان كان الاكتفاء منه ممكنا أصلا. أطرد كل الأسئلة من رأسي فقد انتهى وقت التفكير و حان وقت العمل. يجب أن أعرف الحقيقة لأضع حدا لتناحر المشاعر داخل صدري. أكاد أكون متيقنا أنني سوف أجد الحب في الثواني الثلاث القادمة. أنحني الى جانب الطريق و دقات قلبي تتزايد, أمد يدي نحو ما استئثر باهتمامي; الى صخرة ملقاة باهمال على جانب الطريق, أرفع الصخرة و لكني لا أري حبا, كل ما أراه هو دودة تتحرك في كسل غير عابئة بي و لا بتصرفي الأخرق. محاولة أخرى فاشلة في البحث عن الحب. لم أجده تحت الصخرة التي كنت متأكدا أنني سأجده تحتها. أكاد أكمل طريقي و لكن استوقفتني خاطرة, ربما كان الحب تحت الصخرة و لكنني لا أعرف شكله فلذلك لم أتعرف عليه, ربما كان الحب في الدودة نفسها, أنحني و ألتقط الدودة وسط نظرات اشمئزاز المارة من الفتيات و نظرات الرجال التي لا تدل الا عن يقينهم بجنوني. أرفع الدودة الى مستوى عيني و أتفحصها جيدا, أحاول أن أرى فيها أي علامة للحب, تتلوى الدودة و أدعها تنزلق من بين أصابعي لتعود الى أرضها لتكمل طريقها و أكمل أنا طريقي في أرض كثر فيها الشر و قل الخير و في قلبي ما زال الأمل موجود.
يوم كئيب. عانيت فيه الاحباط كما يتم تعريفه في الكتب. حاولت التحدث الى حبيبتي بشتى الطرق و فشلت. الجو الخريفي يقسو على جسدي العاري ببروده خفيفه اتحملها في سبيل حق خلاياي في ملامسة الهواء. استلقي على سريري و هاتفي الذكي في يدي يتحمل احباط يوم كامل. و في اللحظة التي يجب ان يكون كل شيء في اتم هدوء تاتي الذبابة. الذبابة اللزجة تتحرش بجسدي، تقترب من جلدي و تثير الفوضى بين شعيرات جسدي محدثة قشعريرة مقززة تسري في سائر جسدي. اهشها بعيدا و لكن يبدو ان اتعاسي امر مسلي جدا تشترك فيه حبيبتي مع الذبابة، فتاتي مرة اخرى و اخرى غيرها تحاول ان تستفزني. ولكني لا اخضع لهوى الذبابة فاستمر في استلقائي ملقيا الغطاء على نصف جسدي السفلي عله ينجو من هجماتها. اعرف انه يمكنني ان اجلب مضرب الذبابة و اسحقها سحقة واحدة بدم بارد و ضمير مستريح لتنتهي الى برزخ الحشرات ان كان هناك مثل ذلك المكان اصلا. ولكنني مستمر في استلقائي لاهيا ببعض الصفحات على هاتفي الذكي عل الملل و الاحباط يهربون مني. الذبابة لم يصر لها غير جزئي العلوي لتتصيد خلاياه و شعيراته، اصبح ذراعاي متمكنان من مجالها الجوي، فكرت انه ربما يتغلب تركيزي و ارادتي على كسلي فامسك بالذبابة في احدى يدي اثناء تحليقها المستهتر المستهزئ من حولي و اهوي بها على مرتبة السرير لتصبح عجينا داميا يلوث يدي متخلصا منها الى الابد. احكمت الخطة و استجمعت كل قواي العقلية و الجسدية استعدادا لضربة هي الاولى و الاخيرة تقضى على ذلك الازعاج، و في اللحظة المناسبة اطلقت يدي نحوها و اصابع كفي المتفرشحه تنكفئ بتزامن مع اقتراب كفي من الذبابة، و تاتي اللحظة التي انتظرتها و اطبق اصابعي و لكن على ماذا اطبقت، لم اشعر بشيء بين ثنايا جلد كفي واصابعي، لقد اطبقت اصابعي على الهواء.
انطفئ حماسي و فقدت رغبتي في القتال، و ظللت مستلقيا مستسلما لثغرها الشهواني الذاي راح يضحك في سخرية و هو ينهش ثنايا جسدي. منكب على هاتفي مشفقا عليه، ليس بيده شيء يخفف به عني بعد هذا اليوم الطويل و تلك المعركة الخاسرة. اتنهد متاففا ملقيا بنظرة جانبية على شباك حجرتي، فاراه. عنكبوت صغير يلهو و يلعب في حاله تاركا اياي في حالي ايضا، لا يبدو ان وراءه ميعاد او عليه مشوار يريد ان ينجزه لانه ظل يتحرك يمينا و يسارا سعيدا بتلك الرياضة المسلية. لم افكر كثيرا، فرؤيته اثارت حنقي بشدة، القيت الغطاء عني و من فمي خرجت كلمات غاضبة ان هذا ليس وقتك ابدا ايها اللعين، امسكت بشبشبي و ازحت الستار عن الشباك لكي تكون لدي رؤية واضحة و في لحظة واحدة وبلا اي تردد او اشفاق على هذا الكائن المسالم الذي يتمتع بلعبه و الذي لم يؤذني قط هويت بالشبشب عليه فانسحق و التصق بقعر الشبشب و قد انكمشت سيقانه على نفسه بعد ان استسلمت روحه، و مع ذلك ظللت حانقا و غضبي لم يهدا، ظللت انظر حولي و كاني ابحث عن شيء لا اعرف ما هو، اب حث و ابحث ولا اعرف عم ابحث حتى استقرت عيناي على تلك البقعة السوداء الصغيرة على سريري و التي فقه عقلي فيما بعد انها الذبابة. كانت تقف مندهشة مما رات، لا تدري من اين و لا كيف قمت من مرقدي لاقتل عدوها اللدود و بتلك المهارة و الدقة، اقف امامها و قد شوه الغضب تعابير وجهي فاضحيت قبيح المنظر منفر حتى لتلك الذبابة، يدي اليمنى ما زالت في الهواء متجللة بالنصر الكامن في جثمان العنكبوت الساكن، تحاول الذبابة ان تقنع نفسها ان الشبشب ليس بالسلاح الامثل لقتلها و هو بالفعل ليس السلاح الذي قد اختاره لقتل الذبابة و لكن غضبي لا عقل له و لا منطق فتتسارع الاشارات عبر اعصابي من مخي الى عضلات ذراعي ان اهوي على ذلك المخلوق و لا تدع له لحظة واحدة اخرى يهنا بها في تلك الارض، تطيع ذراعي الامر و تهوي نحو الذبابة، الذبابة لا تصدق نفسها، فزعها يزداد و الرعب يطبق عليها، تحاول الهروب و لا تقدر، شل جناحاها، تنظر الى الشبشب و هو يقترب اكثر فاكثر حتى غطى مجال رؤيتها كله فلم يظهر مني شيء تراه عيناها، شهقت شهقتها الاخيره و اطبق الشبشب عليها تاركا اياها جثه هامدة و ما زالت الشهقة محتجزه بين جنباتها. رفعت الشبشب و نظرت لاجد جثتها الهامده على سريري و بجانبها جثة العنكبوت التي لفظها الشبشب من قوة الصطدامة بالسرير. القي بضحاياي على الارض و اجلس على السرير بعد ان ضاع الحنق و هرب الغضب و ظل الاكتئاب و الاحباط الذان اصابتني حبيبتي بهما. اه يا حبيبتي، يا ليت الشبشب ينفع فاخلص نفسي من التعاسة التي تصيبينني بها و لكن هيهات، لا الشبشب ينفع و لا قلبي يتوقف عن حبك.
انا احبك.
My favorite Webs
About Me
- I Succeed
- U can know me better from my blogs. نعم سوف يجيء يوم, نجلس فيه, لنقص و نروي, ماذا فعل كل منا في موقعه, و كيف حمل كل منا أمانته, و أدى دوره, كيف خرج الأبطال من هذا الشعب و هذه الأمه, في فترة حالكه, ساد فيها الظلام, ليحملوا مشاعل النور, و ليضيئوا الطريق, حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر, ما بين اليئس و الرجاء