Saturday, 4 September 2010

يوسف إدريس.....رجل مصر المرعب






قيل الكثير من كلمات المديح عن يوسف إدريس في كل مكان. وأنا لست بمنزلة أن أحكم بمثل تلك الكلمات رغم أن ما أشعر به تجاه ذلك الكاتب يفوق أضعاف ما تستطيع تلك الكلمات وصفه. لماذا يوسف إدريس، وما الذي جعله كاتبي المفضل. بدون مبالغة، يوسف إدريس هو الكاتب الوحيد الذي جعلني وأنا اقرأ له أشعر بالغضب، فعلا غضب شديد، وفي مرة أخرى يجعلني أضحك من أعمق أعماق قلبي، ويستفزني جدا عندما يجعلني أضحك وبعدها بسطور قليلة ينبهني أنه ليس مجالا للضحك ويسرد ما يسوقني إلى غضب شديد. الخوف الذي يجعلني أشعر به تجربة أخرى وشيء أخر عما عهدت، خوف مشوب بالقلق خوف يحتو الشك عما إذا كان سبب الخوف سينتهي قريبا أو إذا كان سينتهي أصلا.

يشرح لنا ما يحدث ببساطة، ليست بساطة عمياء صماء تصف ما يحدث، انها بساطة تغور في أعماقنا وأعماق ثقافة هذا الشعب، بساطة تتحدى التعقيد والأساليب الملتوية، إنه يزيل الغشاوة عن أعيننا ليدعنا نرى الحقيقة كما هي، بدون اقنعة أو تجميل، ولكن في كثير من الأحيان لا تتقبلها أعيننا ولا عقولنا، الحقيقة عندما تكون بهذا الوضوح ترعبنا، ولهذا فإن يوسف إدريس هو حقا رجل مصر المرعب.

كلما اقرأ له أجد الكثير بيننا مشترك. فإذ بي أخاف أن اعبر عن مشاعري تلك وارائي تلك خشية أن تتوجه إلي الأنامل ساخرة، قائلة، ذلك ليس أنت، انما أنت تقلد يوسف إدريس، ولكني فكرت لحظة، ثم تنبهت للحقيقة، ليس كل من يتثقف في هذه الإيام يقرأ ليوسف إدريس مثلي، وليس كل من قرأ له استساغ أفكاره وشخصيته مثلي، اننا قليلون في هذا العالم، ولذلك، فإذا وجدت شخصا يرفع أنملته لي، فساخذه بالأحضان، وأقول له هو أنت منهم
....

About Me

My photo
U can know me better from my blogs. نعم سوف يجيء يوم, نجلس فيه, لنقص و نروي, ماذا فعل كل منا في موقعه, و كيف حمل كل منا أمانته, و أدى دوره, كيف خرج الأبطال من هذا الشعب و هذه الأمه, في فترة حالكه, ساد فيها الظلام, ليحملوا مشاعل النور, و ليضيئوا الطريق, حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر, ما بين اليئس و الرجاء