
قيل الكثير من كلمات المديح عن يوسف إدريس في كل مكان. وأنا لست بمنزلة أن أحكم بمثل تلك الكلمات رغم أن ما أشعر به تجاه ذلك الكاتب يفوق أضعاف ما تستطيع تلك الكلمات وصفه. لماذا يوسف إدريس، وما الذي جعله كاتبي المفضل. بدون مبالغة، يوسف إدريس هو الكاتب الوحيد الذي جعلني وأنا اقرأ له أشعر بالغضب، فعلا غضب شديد، وفي مرة أخرى يجعلني أضحك من أعمق أعماق قلبي، ويستفزني جدا عندما يجعلني أضحك وبعدها بسطور قليلة ينبهني أنه ليس مجالا للضحك ويسرد ما يسوقني إلى غضب شديد. الخوف الذي يجعلني أشعر به تجربة أخرى وشيء أخر عما عهدت، خوف مشوب بالقلق خوف يحتو الشك عما إذا كان سبب الخوف سينتهي قريبا أو إذا كان سينتهي أصلا.
يشرح لنا ما يحدث ببساطة، ليست بساطة عمياء صماء تصف ما يحدث، انها بساطة تغور في أعماقنا وأعماق ثقافة هذا الشعب، بساطة تتحدى التعقيد والأساليب الملتوية، إنه يزيل الغشاوة عن أعيننا ليدعنا نرى الحقيقة كما هي، بدون اقنعة أو تجميل، ولكن في كثير من الأحيان لا تتقبلها أعيننا ولا عقولنا، الحقيقة عندما تكون بهذا الوضوح ترعبنا، ولهذا فإن يوسف إدريس هو حقا رجل مصر المرعب.
....
